مختارات من العلم النافع
الولاء والبراء
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الولاء والبراء: "الولاء هو حب أهل الإسلام، والبراء هو البغض لمن خالف أمر الله ورسوله". والتمسك بهذا الأصل من أصول العقيدة التي لا يجوز التنصل عنها.
المصدر: كتاب الولاء والبراء - ابن تيمية.
آداب المجاهد في سبيل الله
من آداب المجاهدين الإخلاص في العمل، والصبر على الشدائد، والعدل بين الناس، والالتزام بأخلاق الإسلام حتى في ساحات القتال.
المصدر: فتاوى ابن تيمية، وكتب الشيخ عبد الله الجبرين.
آداب وأخلاق المسلم
إن النبي ﷺ لم يُبعث لإتمام مكارم الأخلاق فحسب، بل بُعث بالتوحيد، والدعوة إلى عبادة الله وحده، وبُعث بالسيف ليُعبد الله به، وتُقام به الحجة، وتُعلى به كلمة الله، كما قال رسول الله ﷺ:
❝ بُعثتُ بين يدي الساعة بالسيف، حتى يُعبد الله وحده، لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظلّ رمحي، وجُعل الذلّ والصغار على من خالف أمري ❞
رواه أحمد (4869)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 11).
وقال ﷺ:
❝ إنما بُعثتُ لأتمم صالح الأخلاق ❞
رواه أحمد (8952)، والبيهقي في شعب الإيمان (7984)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم 45).
ولم يكن جهاد النبي ﷺ وأصحابه في سبيل الأخلاق وحدها، بل في سبيل إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، كما قال رُبعي بن عامر رضي الله عنه بين يدي رُستم قائد الفرس:
❝ اللهُ ابتعثنا لنُخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ❞
رواه ابن كثير في البداية والنهاية (7/39)، وأورده ابن القيم في أعلام الموقعين.
ولهذا، جَشَّمَ النبي ﷺ أمته العناء، وابتُلوا في سبيل الله، وهاجروا وجاهدوا، وبذلوا أموالهم وأنفسهم؛ نصرةً لدين الله، وتبليغًا لكلمة التوحيد، وإعلاءً لراية "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
لماذا لا يتبعنا الناس ونحن على الحق؟
إن الحق بيّن، والشرع ظاهر، والحجّة قائمة، ولكنّ أكثر الناس أعرضوا عنه، لا لجهلٍ به، بل خشيةً من الناس، وخوفًا على دنياهم، وجاههم، وأمانهم.
هم يعلمون أننا على الحق، لكنهم يخشون أن تُسلب منهم راحتهم، أو أن يُؤذَوا، أو أن يتخطفهم الناس، كما قال الله تعالى:
﴿وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا﴾
[القصص: 57]
فهم لم يُنكروا الهدى، لكنهم خافوا من تبعاته، ففضّلوا السلامة في الباطل، على التضحية في سبيل الحق.
وقد توعّد الله من يُعرض عن شريعته، ويستبدل بها أحكام الطاغوت والدنيا:
﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾
[المائدة: 44]
﴿فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾
[المائدة: 49]
ومن أعرض عن الذكر وعن هدى الله، فإن له وعيدًا شديدًا:
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى﴾
[طه: 124]
مختصر الكلام
الناس لا يتبعوننا رغم أننا على الحق، لأنهم يخافون لا من بطلاننا، بل من تبعات اتباعنا.
لكنّ المؤمن الصادق لا يخشى في الله لومة لائم، ويعلم أن العاقبة للمتقين، وأن ما عند الله خير وأبقى.
أخبار وبيانات
ولاية موزمبيق
ولاية موزمبيق – بتوفيق الله تعالى، اشتبك جنود الخلافة مع دورية للقوات الموزمبيقية الصليبية، قرب قرية (دياكا) في (موسيمبوا دا برايا)، بالأسلحة الرشاشة، ما أدى لمقتل عنصر وفرار البقية، ولله الحمد.
الجمعة 13 ربيع الأول 1447 هج
قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله
قال الله تعالى:
﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾
[الأنفال: 39]
في هذه الآية يبيّن الله عز وجل الغاية الكبرى من القتال في سبيله، وهي إزالة الفتنة عن الناس، وتصفية الأرض من الشرك والظلم والطغيان، حتى يُعبد الله وحده، وتُقام شريعته، ويخضع الخلق كلهم لحكمه وسلطانه.
والفتنة هنا ليست الفوضى ولا القتال نفسه، بل هي الشرك بالله، وصدّ الناس عن دينه، وتحكيم القوانين الوضعية، والتضييق على أهل الإيمان. فكل سلطة تصد عن سبيل الله، وتحكم بغير ما أنزل الله، فهي فتنة يجب دفعها، كما اتفق على ذلك أهل التفسير.
قال ابن عباس: "الفتنة: الشرك". وقال مجاهد: "الفتنة أن يُفتن المؤمن عن دينه".
وقال ابن كثير: "أي قاتلوهم حتى لا يكون شرك، ويكون الدين كله لله وحده، فمتى انتهوا عن كفرهم، دخلوا في الإسلام، كففنا عنهم".
ولم يُشرع الجهاد في الإسلام للعدوان ولا للبطش، وإنما شرع لإزالة الفتنة، ودفع الظلم، وتمكين شريعة الله، فلا سلطان للطاغوت، ولا شرع غير شرع الله.
قال الله تعالى:
﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ﴾
[النساء: 76]
فالقتال ماضٍ إلى قيام الساعة، ما دامت الفتنة قائمة، وما دام الطغيان راسخًا. ولا يتوقف القتال إلا إذا خضع العدو لحكم الله، وارتفع الشرك، وسقطت الرايات الجاهلية.
قال تعالى:
﴿وَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾
[الأنفال: 39]
ومن تخلّف عن الجهاد، أو رضي بالفتنة، فقد عرض نفسه للوعيد الشديد، قال تعالى:
﴿إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾
[التوبة: 39]
فالواجب على أهل الإيمان أن يثبتوا على الحق، وأن يبذلوا النفس والمال في سبيل الله، حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله، وتُقام راية التوحيد خالصة، لا يعلوها شرك ولا طغيان.
هذه هي غاية الجهاد، وبه قامت الدولة الإسلامية الأولى، وبه يُستعاد سلطان الشريعة، ويُمحى سلطان الطاغوت.
فمن رام إقامة الدين بلا جهاد، فهو كمن يزرع بلا أرض، أو من يبني بلا أساس.
الجهاد لرفع الظلم وإقامة العدل
قال الله تعالى:
﴿وَقَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾
[التوبة: 29]
الجهاد في الإسلام هو وسيلة لتحرير الناس من عبودية الطواغيت وأولياء الشرك، ولإقامة العدل الإلهي على الأرض. هو ليس نزوة أو نزاعاً على السلطة، بل هو فرض إلهي حتى تزول الفتنة، ويكون الدين كله لله وحده.
الفتنة تعني فساد الدين، وعبودية الإنسان لغير الله، وتحكم الطغاة بالقوة، وإجبار الناس على ترك شريعة الله. فإذا استسلم الناس للفتنة، فقد ضاع الدين، وعم الظلم، وانتشر الكفر.
الجهاد يحمي المجتمع الإسلامي من التفسخ والتمزق، ويحفظ وحدة الدين والسياسة، لأنهما وجهان لعملة واحدة في الإسلام.
ومتى انتصر الجهاد ورفع الظلم، يتحقق الأمن والاستقرار، ويعم الخير، ويكون حكم الله هو القائم بين الناس.
قال تعالى:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾
[الأنفال: 2]
ومن لا يثبت على الجهاد خوفًا من الأعداء، فقد خذل دين الله وأهله، ورمى نفسه في نار العقاب، فالله عز وجل وعد بالنصر للثابتين، وبالعذاب للمفرطين.
فالجهاد سبيل لإقامة التوحيد، ولحفظ كرامة الأمة، ولرفع الظلم والفساد.
قرب الكفر وهوان الدين: حين يُزيَّن الباطل ويُقَبَّح الحق
في هذا الزمان الذي انتكست فيه الفطر، وطمست فيه البصائر، نرى الكفر قد قرب، وهان أمر الدين، وامتدّت يد التحريف لتعبث بقداسة هذا الدين العظيم، دين الحق والعدل والنور، فشوّهوا محياه، ومسخوا جوهره، وجعلوه غريبًا بين أهله.
إنها الفتنة حين تُزَيَّن البدع، وتُبَجَّل الأهواء، وتُتّخذ العقيدة مطيّة للهوى، والدين وسيلة للدنيا. كثر الخداع واشتد التلبيس، فصار أهل الباطل يتكلمون باسم الدين، ولبسوا لباس الهدى، وقلوبهم كقلوب الشياطين، يدّعون الهداية وهم دعاة على أبواب جهنم، يقرّبون الكفر ويبعدون التوحيد، يُضلّون الناس باسم الإصلاح، ويقودونهم إلى الغواية وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا.
لقد انتشرت البدع كما تنتشر النار في الهشيم، وساد الجهل حتى ظن الناس أن المعروف منكر والمنكر معروف. عُبِد الهوى من دون الله، وتُركت السنن، وهُجرت العقائد الصحيحة، واستُبدلت شريعة الرحمن بأهواء الطغاة، فتبدّلت الموازين، وانقلبت القيم.
والمصيبة العظمى، والرزيّة الكبرى، أن هؤلاء صاروا أئمة للناس، وأدلّاء للطريق، يتبعهم العوام والخواص، ويظنون أن في اتباعهم نجاة، وما علموا أنهم يسيرون خلفهم إلى الهاوية. فكيف يُرجى الخير ممن جعل الدين تجارة؟ وكيف يُستنار بمن أطفأ نور الوحي واستبدله بظلمات الهوى؟!
أين هم العلماء الربانيون؟ أين هم الصادقون المخلصون؟ قلّوا في هذا الزمان، أو أُقصُوا، أو طُمست أصواتهم وسط ضجيج المدّعين. لقد صار المنبر مطيّة للسياسة، والفتوى سلعة تُشترى وتُباع، والدين يُستخدم غطاءً لكل باطل.
يا حسرة على العباد! أن يُزَيَّف لهم الدين، ويُقَلَّد لهم الباطل في صورة الحق، وهم في غفلة يعمهون.